Category Archives: أفكاري

سري للغاية

أكتب لك يا سيدتي تقريراً سرياً جداً فأرجو أن تقرئيه بروية وتمعن.

أكتب لك من قرارة قلبي كلمات بمنتهى الخطورة والأهمية، فاعتني بها. علي أن أعلمكِ أن كلماتي هذه التي بين يديك لن تسمعيها إن لم تلمسيها بقلبك، عليك أن تمشي حافية على حافة السطور وتبلل يديكِ بدمع قلمي، وتتذوقِ حلو معانيها ومر معاناتها. إقرأ المزيد

كـ “وطن”

كثيراً ما حاولت أن أجد جواباً لتلك الإسئلة المربكة التي تتردد حولي كلما طافت قصتنا في جلساتي مع أصدقائي. حتى أنتِ كررتِ السؤال مراراً: كيف أحبكِ ولماذا؟ هذه الـ “لماذا” تعتبر عقدة كل محب، لا أحد يستطيع أن يجيب بدقة ووضوح لماذا يحب، إن كان يحب من أعماق قلبه، ذلك أن القلوب لا تأبه بتلك التعليلات العقلانية التي لا تدخل في حسابات القلب ولا يدرك القلب جدواها، فالحب قضية معرفة بذاتها مبررة بضرورتها دون أسباب ضيقة مفصلة. لماذا أحبكِ دون سواكِ رغم كل التعقيدات التي تكتنف علاقتنا؟ كل العلاقات معقدة، ولكن علاقتي معك أعمق من تعقيدات المجتمع. فهي علاقة القلب بالوطن، أحبكِ كما يحب أي إنسان ” الوطن” وأحبكِ لأنكِ الوطن بكل تجلياته وبكل ما يرتبط بهذه العلاقة من أشكاليات غير مفهومة. أجد فيكي وطن لم أشعر بالانتماء له أرضاً ولكنه تمثل لي وطنً بشراً، قد لا يبادلني الحب ذاته وقدره وعنفوانه، وطن يأرقني البعد عنه واستعزب عذاباته ونأيه. من منا يسأل الوطن أن يبادله ذلك الارتباط العضوي الروحي الذي تسقط عنده كل المسميات الأخرى. أحبكِ كوطن جميل مشرق، وطن أشعر فيه أني صاحب الحق والأرض وأن تلك النسمات الباردة في ليال الصيف كلها لي. لا غربة تجردني أو تمنحني أسماء لا اشتهيها ” مهاجر”، أمام عينياكِ لا غربة بل شعور عميق بالانتماء طالما افتقدته حال غيابكِ. شعور بالطمأنينة مهما كان الحديث عادياً، شيقاً أو مربكاً. ككل الأوطان التي لا تبوح بحبها كنتِ أنتِ. ولكني أعلن لكِ يا وطني أني أحبك وأشتاقكِ واشتاق مشاكساتك ويعذبني نأيك عني الذي يمثل أقسى أشكال غربتي. ليس للإنسان خياراً في حب الوطن، وأنت لي الوطن.

حديث القمر

ذات ليلة، كان القمر جالساً كعادته في هذا الوقت من الشهر كامل الحلية، وقد أضافت السماء الصافية زهواً خاصاً على مجلسه. كان يتوسط مجلسه وقد أحاطت به عدد من النجوم اللواتي كن يبرقن مرحاً بحديثه، مشدوهات تماماً بنوره الذي رسم هالة فضية حوله فلا تقترب منه نجمة أكثر مما ينبغي فتحرق ملبسه الحريري الذي اهدته إياه الشمس كعربون حب لمدللها الذي يتبختر بنورها ثلاث ليال قبل أن تغير مزجها فبتدأ بتعريته على مهل حتى يتوارى خجلاً في ظل الأرض لثلاث أخريات. لا أدري بما كان يحدثهن، ولم بدا الذهول واضحاً على أقربهن إليه، في حين لم تعر أخريات، كبنات القطب وصديقاتهن، حديثه أي بال، لكأنهن يشعرن بالغيرة أو لا تهمهن بالنميمة التي قد بات القمر يبثها بين النجمات اليافعات. لسبب ما أظنه يتحدث عن العشاق الذين أغر بهم، وعن قلوب العذارى اللواتي فتن بطلته. لربما روى حكاية عن عاشقين تهامسى قرب نهر تهادى في ليل صيفي، فانعكس وجهه على صفحة الماء ليجمع شعاعه الفضي هذين العاشقين بقبلة لا تنتهي.

رغم صغره وضعفه فهو يعلم أكثر من الشمس التي تخرج كل يوم لتتسلق ظهر هذه المدينة المتعبة لتلهب شوارعها وتعرق جبين العمال المساكين فيها. تجهد نفسها كي ترى بعض ما يهمس به القمر مرات لها كي يغيظها، فهي لا تصدق حتى بضع مما يقول عن مجون المدينة وعن دموعها طيلة الليل. لكن ما يحصل في هذه المدينة تحت جنح الظلام لا يحدث أبداً في عين الشمس. إن الشمس هنا، رغم أنها مصدر كل ما للحياة من بهجة، إلا أن لها صفة الرقيب الذي تتحاشاه القبل وتتجنبه الدموع. تتلفت الشمس يمنة ويسرة لعلها تضبط الحب يتمشى في حديقة يتمرجح على كفين عاشقين متعانقين، تبحث عن قصة تمرد، أو حتى دمعة رجل. عبثاً تضيع محاولاتها، فهذه المدينة تعلمت كيف تتستر على نفسها من عيون الشمس المتلصصة. حتى القبلة في الصباح تختبئ في ظل وارف لشجرة الياسمين تقيها حر الشمس، فيكفي ما بي العاشقين ما بهما من نار الشوق ولهيب الحب. يروي القمر لصحيباته ومعجباته النجمات عن مغامراته التي يقسم جهد إيمانه أنها حصلت ويشهد على ذلك بعض النجمات اللواتي يبرقن بخفة لا يعرف منها التأكيد أو الإنكار.

يحدثهن بصوت ملئه الحزن والعطف كيف مرت خيوطه الفضية على دمع رجل زرف ما به من قهر الشمس وقهر المدينة، كم من الدموع مسحت يد القمر لفقراء تمنعوا أن يبدو ما بهم من عالة، وكم تنهد القمر مع تنهيدات الأمهات الساهرات شوقاً لولد طال غيابه. ليست جميع أحاديث القمر مفعمة بالحب والإثارة، ولا كل أغانيه عن العشاق، بل هي مبللة بملح الدموع وممتدة على آهات المغلوبين. لا ينبغي للشمس أن تدرك ما يعلمه القمر، ولا الناس يعقدون صلح معها في هذه المدنية الليلة المزاج. فالناس، ولو بشكل غير معلن، عقدوا اتفاق مع القمر، فهو يغسل بنوره آهاتهم ودموعهم ويجمع أسرار العاشقين ويحصي قبلهم، وهم لا يبوحون بسر لآحد غيره فيبقى القمر مصدر كل القصص المشوقة فيحكي للنجمات ما يريد ويجمع حوله الكثير من المعجبات.

ومحال أن ينتهي الليمون

رغم أن الأشجار لا تعي المفاهيم المجردة بما فيها الكراهية والأنانية التي نقتل نحن بني البشر بعضنا بسببها، إلا أنها تنال نصيب لابأس به من السوء من تبعات هذه المفاهيم. كثيراً ما دفعت الغابات أثمان باهظة خلال حروب البشر، وغالباً ليس هنالك من يهتم لهذه الخسائر وكم شجرة أزهقت خلال هذه الحملة أو تلك. كما أن الأشجار لا تهتم لما نلبس عليها من رمزيات مفاهيمنا المجردة، كالثبات والاستمرارية والعطاء.

إقرأ المزيد

كأسنان المشط

عندما تهزم الثورات، يتحول المستبد المنتصر ورعاعه بالتعامل مع رعايا وأقرباء المنهزمين كعبيد، وحتى لو كان هؤلاء الأقرباء من مؤيدي المسبتد. هنا يتبارى الجميع بنكران الصلة بالمهزومين تارة بالنكران وأخرى بأختلاق القصص والأكاذيب التي تؤكد أن هؤلاء ينتمون لأبناء المناطق الجيدة وليس لهم صلة بأبناء المناطق السيئة، حتى أن هذا النكران يصل درجة نكران الأخوة أو أكثر من نكران ملكية عقار في تلك المناطق سيئة السيط. لا يعتبر هذا السلوك غريب على مجتمعات طبقية عنصرية كالمجتمع السوري، فحقيقة هكذا كان حال أولئك الذين انتقلوا من الريف إلى المدن وحصلوا هناك على تعليم أفضل ووظائف حكومية جعلتهم في منظور أنفسهم أعلى مرتبة من أولئك الجهلة المتخلفين القابعين في بيوت تتشارك ساحتها مع اسطبلات البقر!  كل أبناء المناطق الشعبية التي تزدحم بأبناء الريف الذين انسل أهلهم من الريف في مرحلة السبيعنات من القرن الماضي يعلمون بالتحديد عما أتكلم، كما أن أبناء المدينة الأصليين الأقحاء، كما يرغبون تسمية أنفسهم، يدركون حجم العنصرية واللمز الذي يعامل به أبناء هذه الشريحة من سكان المدينة. ذلك أنه رغم أن البعض –  وليس الجميع بكل حال – من أبناء الريف قد وصلوا لمراتب عليا في الدولة والجامعات، بل وأحتلوا مهن تعتبر من أرقاها كالأطباء مثلاً، إلا أن الأقحاء مازالوا يتهامسون بهم بأن جد فلان كان يتناول عشائه إلى جانب أبقاره أو بمرافقة مطيته التي يسافر بها لبيع محصوله من البطيخ في المدينة في الصيف القائظ. لم تتغير الأحوال بعد أكثر من أربعين سنة من الحكم التقدمي، كما يرغب من في السلطة تسمية أنفسهم، فحتى هؤلاء القرويين الذين سهلوا بشكل ما تدفق أبناء الريف في الماضي إلى المدن حد الإغراق، لم يستطيعوا أن يندمجوا بالمجتمع المديني بل في كل انتقاضة أو همسة تحدث سينعتون بأبناء الجبل الفقراء الذين كانت جداتهن تطعم الكلاب من ذات القدر الذي يأكلون منه. بل أنهم تعاملوا بذات الحدة من العنصرية والتفوق الطبقي على من بقي من أبناء جلدتهم في الريف. إن من ينظر إلى المجتمع بنظرة مراقب خارجي سيجد حالة تنافس في ازدراء الآخر وتهافت محموم لتبيان التفوق والسمو. ولكن كيف لي أن أكون مراقب خارجي وقد ولدت كبرت في ظل هكذا نوع من العنصرية التي مورست علي في مراحل مبكرة، لحد كان يصعب علي فهم تلك الكلمات التي يتفوه بها بعض الكبار. يبدو لي أن تجربة الأختلاط بمجتمعات أخرى أكثر عنصرية أو أكثر تسامح منحني الفرصة لأعيد فهم ما كان يقال ولكن دون أن أفهم لماذا، إذ مازال من الصعب فهم بواعث العنصرية في مجتمعات هي في ذيل الأمم. قد لا يوجد تفاسير حاضرة أكثر من أقاويل الأمراض النفسية وعقد النقص وما إلى ذلك من تهم جاهزة يمارس بها المثقفون عنصريتهم تجاه المجتمعات التي غادروها. وإن كنت هنا لا ألوي البحث عن تفاسير، فلن يكون من المهم ذكر أي وجهة نظر تحاول أن تحلل هذه الحالة بطريقة تنظيرية، مادام لا توجد دراسات علمية تحليلية لهذا. لكن بما أن هذه العنصرية قد مستني منذ مغادرتي الكهف المعتم الذي قضيت فيه سنواتي الأولى من عمري لا أدرك معنى للاختلاف أكثر من الفرق بين البارد والساخن أو الحلو والحامض، حيث كان المشهد أكثر تجانساً وجميع من حولي يتحدثون اللغة ذاتها ولهم ذات الشعر الأسود الذي لدي وليس من بينهم من يأتي بسيارة فاهرة لزيارتنا، حتى موعد ذهابي المبكر للمدرسة كان كل شيء على ما يرام. كان أول انكشاف لي على العنصرية في المدرسة الابتدائية حين وجدت أننا الأطفال لا نتحدث اللغة ذاتها، بل كان هناك أكراد وتركمان يتحدثون العربية بصعوبة مما فتح المجال للضحك والسخرية من أطفال حمقى لا يجيدون التحدث بشكل (سليم) في المدرسة. قد شجع على ذلك الجو العام في المدرسة التي كانت بدون استثناء من أبناء الريف سواء الطلاب أو المدرسين والاداريين، لكن المناهج القومية التي يعتمدها الحكم التقدمي كانت تعلي من قيمة العرب والعربية وتحظر التحدث بلغة أخرى، إذا هؤلاء الحمقى المتحدثين بغير لغة يجب عليهم أن يكونوا مثلنا ولذلك نحن كأطفال نجيد التحدث بالعربية أفضل منهم. هذه كانت البذور الأولى للعنصرية التي زرعت في عقلي منذ تلك المرحلة المبكرة. هنا كنت أنا المتفوق عنصرياً على المختلفين، لكن الأمر لم يستمر كذلك في المرحلة الأعدادية حيث كانت المدرسة في منطقة مسيحية ونسبة جيدة من الطلاب كانوا أقحاء مسيحيين أو ابناء ريف مسيحيين. هنا كان التعرف على نموذج جديد من العنصرية، ألا وهو أنني المسلم الذي ينظر له على أنه قذر ومتسخ ولست بأناقة وأدب وتربية الطفل المسيحي!! لم يكن هذا استنتاج بل هذا ما قالته مدرسة مادة الرياضيات بشكل مباشر عندما سألت ابن اخيها الذي كان زميلنا في الصف ” ليش كلك وسخ متل أولاد المسلمين؟” وهي التي أعادت أكثر من مرة تكرار قرفها من رائحة الصف !! طبعاً لم يكن هذا الموقف الوحيد، فمدرب العسكرية المسيحي سيمنح كل الامتياز للطلاب المسيحين وكذلك الموجهة واستاذ الرياضة ولكن بالمقابل ستظهر منافسة غير معلنة مع الموجهة المسلمة التي لن تتوانا عن اعطاء امتياز لطلبة مسلمين على حساب المسيحين!! كذلك الحال لم يتوقف امتداد ذلك الفصل العنصري السابق بل امتد من فصل قومي افقي ليكون فصل ديني عمودي ليضيق المجال التصنيفي الذي أجد نفسي مجبراً على الترسم به، أي أن الأخرين يجدوني كذلك ولو لم أصرح بتفوقي القومي أمام الأغيار أو أدافع عن نظافتي أمام المعمدين. في المرحلة الثانوية ظهر الاختلاف الطبقي الاقتصادي بشكل أوضح، مع استمرارية المستويين السابقين. كان ذلك بدخول طلبة من طبقات أجتماعية أغنى من تلك التعاملت معها بشكل سابق وكذلك أن مرحلة المراهقة كانت عامل محفز لإبراز الاختلاف عن الأخرين إعلان التفوق ولو كذباً. رغم أن غالبية أصدقائي كانوا مسيحيين عرب من طبقة أبناء موظفين ولكن هذا لم يمنع أن يبدأ نوع من التمييز قائم على مكان الإقامة الذي يدل على الطبقة الأقتصادية والدينية والعرقية التي تنتمي إليها أسرتي!! في الجامعة خلطت الأوراق بشدة، فأفضلكم أعلاكم معدلاً وليس أتقاكم. هناك تعرفت على فئات من خارج هذه المدينة وبالتالي أشكال جديدة من العنصرية تميز كل منطقة، حتى أني وجدت أن أكراد الشرق يعتبرون أنفسهم متفوقين على أكراد حلب وأن أبناء النواحي في أدلب يعتبرون أنفسهم أفضل من أبناء الريف، وأن المسيحي العربي أفضل من المسيحي الأرمني. وأن الحزبي ( المنتمي لحزب البعث) ويملك سند في الحزب أو الأمن السري هو الأفضل على الأطلاق. ولكن في الجامعة أنهارت لدي بعض المعايير العنصرية وخاصة تلك المرتبطة بتفوق أبناء المدن وعنجهيتهم علينا أنباء الريف، ذلك أن هؤلاء الأقحاء لم يشكلوا ما نسبته أكثر من 5% من طلاب الجامعة في حين أن الباقي هم من أبناء الريف الذين كان جدهم يتناول عشاءه مع مطيته. عشية قيام الثورة في عام 2011 بدأت عملية فصل جديدة بين مندس ومؤيد، فالذي يؤيد الثورة في نظر المؤيد والنظام هو شخص رجعي متخلف متزمت دينياً ابن ريف أحمق ولا يستحق الحياة الكريمة التي يتفضل بها هذا النظام التقدمي من تعليم مجاني ومشافي وخبز!! ونظر الثائر للمؤيد كعدو مختل مغمض العينين طائفي أحمق. برزت كل تلك التصنيفات العنصرية للواجهة بقوة، بل حتى أنها أصبحت المعيار الوحيد للتعامل اليومي. اليوم وبعد أن هزمت الثورة بدأ فصل جديد من العنصرية التي هي كل ما سبق مع إضافة ميزة ابن المناطق الثائرة كصفة سلبية تحقر المرأ ولو كان هو حقاً مؤيد ولو انبرى في أثباء تأييده لقتل أقاربه كي تبقى نظرة الأخرين ابناء المناطق المنعمه عنه نظرة جيدة. كمان أن ابناء المناطق التي لم تتأثر بشكل مباشر بالثورة ولم تشارك بأي حراك ضد النظام أصبح أبناؤها أهل الحظوة. لا أدري إلى مدى ستمتد هذه العنصرية، ولكن أكاد أكون متأكد أن لا شفاء منها فهي خبز هذا الشعب منذ مئات السنين. فالعربي أفضل من الكردي والتركماني والمسيحي أنظف من المسلم ولكن المسلم من الله عليه بدين الحق!! ولكن دين الحق لا يمنع العربي المسلم من تفضيل نفسه كابن مدينة على ابن الريف وابن البادية، وهؤلاء بدورهن رغم وضعهم في خانة عنصرية واحدة، إلا أنهم لا يفوتون على أنفسهم متعة ازدراء الأخرين من خلال التأكيد على العشيرة الفلانية افضل وأكثر شرف من العشيرة العلانية اللتان تتقاسمان القرية ذاته والبؤس.  قد يكون المشترك الوحيد الذي يميزه هذه المجتمعات هو الكراهية والتمييز، الحقد هو العامل المشترك الوحيد الذي قد يجمع كل هذه الطبقات سوية.

شر ملهم

يقول الرب أن الإنسان كان يحيا في الجنة مع زوجه، وكان فيها من كل الثمرات، وأنهر من عسل مصفى ولبن ولحم طير. لكن على مايبدو أن هذه الحياة ومغرياتها كان ينقصها شيء ما، شيء جعل من كل هذه الرفاهية ليست المكان المناسب للبقاء والخلود. كانت حياة مملة، إلى الحد الذي سمح لذلك الرجل وزوجه  أن يتجرآا على القانون الوحيد الذي كان هناك ” لا تأكل من هذه الشجرة”. هل كانت الرغبة في كسر روتين الحياة، وتدمير رصف أيامها، هو السبب الي دفع للإنسان للعصيان وتحمل تبعات هذا القرار إلى يوم يبعثون كما قال الرب في جميع الكتب الابراهيمية؟!. إقرأ المزيد

الطريق الوراني

حلب مدينة الظلام والليالي الباردة والظهيرات القائظة، حلب الشمس الحارقة والهواء الساخن وزحمة السيارات عند الظهيرة. حلب الفوضى والباصات المكتظة بالركاب المتأففين والمتعبين، حلب مدينة كل شيء فيها كان متعب، حتى الفرح الذي لم يكن أكثر من بهار يرش على طبق الطعام.

إقرأ المزيد

كعك العيد والثورة

أحمد هو الثورة السورية المغدورة، هو الثورة بالكثير من تجلياتها وأخطائها وأفراحها وأحزانها. هو الطفل الذي سلبه الفقر أحلامه وأعطاه واقع من الرعب والتعب، وهو الذي نشأ في الفترة التي كان فيها القمع الأمني في أعلى مستوياته، فربي على الخوف والحذر.

إقرأ المزيد

ساعديني كي أغرق

ابحث في دفاتري وفي اساطير الأولين
وكتب القديسين وكلام النبيين
أقطع جميع بحور الشعر
ودروب النثر وبيوت الأدب والفن
أبحث عن حرف، أو كلمة

إقرأ المزيد

وحيد..كأي نبي

أنا وحيد ومتعب، وحيد كأي نبي تخلت عنه أحلامه ومرسليه، كنبي قال له اتبعاه أذهب أنت وأحلامك فقاتلا إنا هاهنا فرحون.

متعب كأي إله لم يجد طريقة لبناء السماء بلا عمد، متعب ذلك الإله وأنا مثله متعب، بحث كلانا عن السبيل لبلوغ الهدف وقفنا سوية على حافة العمر، في المكان الصحيح ولكن في التوقيت الخطأ!!

إقرأ المزيد